الإنشاءات المدنية والمعمارية

جميع أشكال المباني والمنشآت القائمة على الأرض تتكون بشكل أساسي من التكامل الهندسي بين العمل المعماري والإنشائي. فالإنشاء المدني يقصد به الهيكل الداخلي للبناء والذي يلعب الدور الأساسي في تشكيل المبنى وارتفاعه عن الأرض وتماسكه, قد يكون الأساس الإنشائي خرسانياً وقد يكون معدنياً حسب نوع المبنى وارتفاعه ومساحته ووظيفته. ولكي يؤدي المبنى وظيفته الإنشائية، يقوم المهندسون الإنشائيون بحساب مدى صلابة الهيكل الإنشائي وإضافة بعض عوامل الأمان بما يتعلق بالأوزان الزائدة أو الحوادث غير المتوقعة مثل الزلازل وغيرها، وكل هذا وفقاً لقوانين الفيزيائية المجربة للأداء الإنشائي للمواد. و يشمل الجانب الإنشائي العديد من العناصر التي تعتبر أساسية في تشكيل هيكل انشائي قوي مثل الحديد والإسمنت. أما بالنسبة للجانب المعماري للإنشاءات، فهي تختص بالجانب الجمالي والفني الخاص بالمنشأة، وهو كل ما تراه العين من مواد التشطيب المختلفة للأسطح، وديكورات الأسقف والحوائط، الألوان والخامات، وكذلك توزيع عناصر الإضاءة وخلق التباين الجميل بين الظل والنور. تبداً عملية تصميم أي مبنى بالتصميم المعماري الذي يضع الخطوط العريضة للمباني والفراغات والتشكيلات الداخلية والخارجية. ويراعي المهندسون المعماريون أثناء عملية التصميم الجانب الإنشائي، فيحددون النظام الإنشائي الذي سيقوم عليه المبنى ويضعون تصوراً مبدئياً لعناصر الهيكل الإنشائي وأماكنها بحيث لا تتعارض مع التصميم المعماري. فنجد أن عمل المهندسين الإنشائيين و المعماريين يتداخل في بعض المحطات، ويتطلب وجود تنسيق بينهم خلال فترة العمل كي لا يتعارض العمل الإنشائي مع المعماري، ويقوم المهندسون الإنشائيون غالباً بالإشراف على تنفيذ المشاريع من قبل المقاولين لضمان التنفيذ وفق المخططات ووفق الجودة المطلوبة. ومع ازدياد التطور التكنولوجي الذي أثر على كل مناحي الحياة، ومنها جانب الإنشاءات. فقد ظهرت فكرة البيوت الذكية التي تتفاعل مع ساكنيها لتوفر لهم مزيداً من الراحة. وليتسنى إنشاء مباني ذكية، فإن الإنشاء المدني والمعماري يُبنى من البداية على أن يكون المخرج النهائي ذكياً، ما يشمل ما يتطلب المبنى الذكي من إضافات تأسيسية داخلية وخارجية وأنظمة أتمتة وأنظمة أمنية.